تُعتبر الكنافة النابلسية من أكثر الحلويات الوطنية الفلسطينيّة شهرةً، بل هي رمز من رموز المطبخ الفلسطيني التقليدي.
تشتهر بصناعتها مدينة نابلس، ومنها أخذت اسمها: "النابلسية". تتكوّن من عجينة الكنافة المشهورة، والشعيرية على شكل خيوط طويلة، بعدما يُضاف إليها السمن والقطر. وهي تُسمّى في فلسطين بـ"كنافة خشنة". أمّا إذا استعمل السميد بدل الشعيرية فتُسمّى "كنافة ناعمة"، التي يُضاف إليها صبغة حمراء، وجبنة نابلسية، وهذه الأخيرة تذوب في الفم وطعمها يكون حلواً.
يعود تاريخ الكنافة النابلسية إلى عام 1850، عندما أتى مواطن سوري إلى فلسطين بهدف إنشاء محل للكنافة، في نابلس تحديداً. وكانت الكنافة في ذلك الوقت تُحشى بالمكسّرات واللوزيات.
وقد عَرَضَ على أحد أبناء مدينة نابلس أن يشاركه في المحل مقابل دعمه مادياً. وبعد مرور سنتين من تأسيس المحل ترك المواطن السوري نابلس وعاد إلى بلاده، لكن بقي المحل، الذي عُرف حينها باسم "حلويات غرناطة".
وبسبب عدم توفر المكسّرات التي تُحشى بها الكنافة، استُبدلت بالجبنة النابلسية، وكانت أوّل مرّة تُوضع الجبنة داخل الكنافة، وكان طعمها شهياً جداً. ولهذا فقد بدأ العديد من أبناء نابلس بالتوافد إلى المحل لتعلّم مهنة صناعة هذا النوع من الكنافة.
وهكذا بدأ انتشار "الكنافة النابلسية" وبدأت شهرتها تنتشر في البلاد المجاورة حتّى باتت اسم علم. تتميز الجبنة النابلسية عن غيرها من الأجبان بأنّها تتكوّن من حليب البقر االذي يجعل الجبنة "تمُطّ"، ومن حليب الماعز الذي يعطيها طعماً مميّزاً ويجعلها "تمغّط"، ومن حليب الغنم الذي يعطيها طعماً ورائحة مميّزة.
لذ نجد أنّ الكنافة النابلسية، عندما يحشوها صانعها بالجبن يكون طعمها مختلفاً عن باقي أنواع الحلويات.
أمّا في شمال فلسطين فتختلف صناعة حلوى الكنافة عن صناعتها في مدينة نابلس، من ناحية سماكة عجينة الكنافة أو الجبنة المستخدمة. إذ يتم حشو الكنافة بجبنة العكّاوي الرائجة في شمال فلسطين. وهي تشبة الكنافة المصنوعة في لبنان، إلاّ أنّ صانعي الحلويات في لبنان زادوا على جبنة العكاوي الجبنة المجدولة.